|
الرِّسَالَةُ
إِلَى
الْعِبْرَانِيِّينَ والرسالة تنطوي على كثير من التحريضات والتحذيرات الهادفة إلى ترسيخ المهتدين في الإِيمان، والوصول بهم إلى كمال الحق، وتشجيعهم على تحمل ما يقاسونه من رفض واضطهاد على أيدي بني جنسهم. المسيح
كلمة الله
وابنه 1 إِنَّ اللهَ ، فِي الأَزْمِنَةِ الْمَاضِيَةِ، كَلَّمَ آبَاءَنَا بِلِسَانِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَقَلُوا إِعْلاَنَاتٍ جُزْئِيَّةً بِطُرُقٍ عَدِيدَةٍ وَمُتَنَوِّعَةٍ. 2أَمَّا الآنَ، فِي هَذَا الزَّمَنِ الأَخِيرِ، فَقَدْ كَلَّمَنَا بِالابْنِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِ قَدْ خَلَقَ الْكَوْنَ كُلَّهُ! 3إِنَّهُ ضِيَاءُ مَجْدِ اللهِ وَصُورَةُ جَوْهَرِهِ. حَافِظٌ كُلَّ مَا فِي الْكَوْنِ بِكَلِمَتِهِ الْقَدِيرَةِ. وَهُوَ الَّذِي بَعْدَمَا طَهَّرَنَا بِنَفْسِهِ مِنْ خَطَايَانَا، 4جَلَسَ فِي الأَعَالِي عَنْ يَمِينِ اللهِ الْعَظِيمِ. وَهَكَذَا، أَخَذَ مَكَاناً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، بِمَا أَنَّ الاسْمَ الَّذِي وَرِثَهُ مُتَفَوِّقٌ جِدّاً عَلَى أَسْمَاءِ الْمَلاَئِكَةِ جَمِيعاً! 5فَلأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ اللهُ مَرَّةً: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ!» أَوْ قَالَ أَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً؟» 6وَعِنْدَمَا يُعِيدُ اللهُ ابْنَهُ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ، يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ جَمِيعاً!» 7وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «قَدْ جَعَلَ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً، وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ!» 8وَلَكِنَّهُ يُخَاطِبُ الابْنَ قَائِلاً: «إِنَّ عَرْشَكَ، يَااللهُ، ثَابِتٌ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَصَوْلَجَانَ حُكْمِكَ عَادِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ. 9إِنَّكَ أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. لِذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ مَلِكاً، إِذْ صَبَّ عَلَيْكَ زَيْتَ الْبَهْجَةِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ!» 10كَمَا يُخَاطِبُ الابْنَ أَيْضاً بِقَوْلِهِ: «أَنْتَ، يَارَبُّ، وَضَعْتَ أَسَاسَ الأَرْضِ فِي الْبَدَايَةِ. وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ صُنْعُ يَدَيْكَ. 11هِيَ تَفْنَى، وَأَنْتَ تَبْقَى. فَسَوْفَ تَبْلَى كُلُّهَا كَمَا تَبْلَى الثِّيَابُ، 12فَتَطْوِيهَا كَالرِّدَاءِ، ثُمَّ تُبَدِّلُهَا. وَلَكِنَّكَ أَنْتَ الدَّائِمُ الْبَاقِي، وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ!» 13فَهَلْ قَالَ اللهُ مَرَّةً لأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَا قَالَهُ لِلابْنِ: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَجْعَلَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» 14لاَ! فَلَيْسَ الْمَلاَئِكَةُ إِلاَّ أَرْوَاحاً خَادِمَةً تُرْسَلُ لِخِدْمَةِ الَّذِينَ سَيَرِثُونَ الْخَلاَصَ. خطورة
رفض المسيح 2 لِذَلِكَ، يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَهْتَمَّ أَشَدَّ الاهْتِمَامِ بِالْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْنَاهُ، مُتَنَبِّهِينَ أَلاَّ نَنْحَرِفَ عَنْهُ. 2فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ نَقَلَتْهَا الْمَلاَئِكَةُ، قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهَا ثَابِتَةٌ، وَقَدْ نَالَ كُلُّ مُتَعَدٍّ أَوْ مُخَالِفٍ لَهَا عِقَاباً عَادِلاً. 3فَكَيْفَ نُفْلِتُ نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا هَذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ جِدّاً؟ فَإِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ قَدْ أَعْلَنَهُ أَوَّلاً، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوهُ مُبَاشَرَةً. 4وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ شَهَادَتَهُمْ بِعَلاَمَاتٍ وَعَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَبِالْمَوَاهِبِ الَّتِي وَزَّعَهَا الرُّوحُ الْقُدُسُ وَفْقاً لإِرَادَتِهِ! تجسد
المسيح 5ثُمَّ إِنَّ «الْعَالَمَ الآتِيَ» الَّذِي نَتَحَدَّثُ عَنْهُ كَثِيراً، لَنْ يَكُونَ خَاضِعاً لِسَيْطَرَةِ الْمَلاَئِكَةِ. 6فَقَدْ شَهِدَ أَحَدُهُمْ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ، قَائِلاً: «مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَهْتَمَّ بِهِ؟ أَوِ «ابْنُ الإِنْسَانِ» حَتَّى تُكْرِمَهُ هَذَا الإِكْرَامَ؟ 7جَعَلْتَهُ أَدْنَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى حِينٍ، ثُمَّ كَلَّلْتَهُ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ السُّلْطَةَ عَلَى كُلِّ مَا صَنَعَتْهُ يَدَاكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ!» فَمَادَامَ اللهُ قَدْ أَخْضَعَ لِلابْنِ كُلَّ شَيْءٍ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. وَلَكِنَّنَا الآنَ لاَ نَرَى كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ سُلْطَتِهِ: (لأَنَّ ذَلِكَ سَيَحْدُثُ فِيمَا بَعْدُ). 9إِلاَّ أَنَّنَا نَرَى يَسُوعَ الآنَ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، لأَنَّهُ قَاسَى الْمَوْتَ. وَذَلِكَ بَعْدَمَا صَارَ أَدْنَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلَى حِينٍ، لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ عِوَضاً عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ. 10فَلَمَّا قَصَدَ اللهُ ، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كُلُّ شَيْءٍ وَبِهِ كُلُّ شَيْءٍ، أَنْ يُحْضِرَ إِلَى الْمَجْدِ أَبْنَاءً كَثِيرِينَ، كَانَ مِنَ اللاَّئِقِ أَنْ يَجْعَلَ قَائِدَهُمْ إِلَى الْخَلاَصِ مُؤَهَّلاً لإِكْمَالِ مُهِمَّتِهِ عَنْ طَرِيقِ الآلاَمِ. 11فَإِنَّ لِلْمَسِيحِ الَّذِي يُقَدِّسُ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ، وَلِلْمُقَدَّسِينَ أَنْفُسِهِمْ، أَباً وَاحِداً. لِهَذَا، لاَ يَسْتَحِي الْمَسِيحُ أَنْ يَدْعُوَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ إِخْوَةً لَهُ. 12إِذْ يَقُولُ الْكِتَابُ بِلِسَانِهِ: «أُعْلِنُ اسْمَكَ لإِخْوَتِي. وَأُسَبِّحُكَ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ!» 13وَيَقُولُ أَيْضاً: «وَأَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ!» وَأَيْضاً: «هَا أَنَا مَعَ الأَوْلاَدِ الَّذِينَ وَهَبَهُمُ اللهُ لِي!» 14إِذَنْ، بِمَا أَنَّ هَؤُلاَءِ الأَوْلاَدَ مُتَشَارِكُونَ فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، اشْتَرَكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ بِاتِّخَاذِهِ جِسْماً بَشَرِيّاً. وَهَكَذَا تَمَكَّنَ أَنْ يَمُوتَ، لِيَقْضِيَ عَلَى مَنْ لَهُ سُلْطَةُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، 15وَيُحَرِّرَ مَنْ كَانَ الْخَوْفُ مِنَ الْمَوْتِ يَسْتَعْبِدُهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ. 16نَعَمْ، كَانَتْ غَايَتُهُ أَنْ يُنْقِذَ لاَ الْمَلاَئِكَةَ بَلْ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. 17وَلِذَلِكَ كَانَ لاَبُدَّ أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي، لِيَكُونَ هُوَ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ، الرَّحِيمَ وَالأَمِينَ، الَّذِي يَقُومُ بِعَمَلِهِ أَمَامَ اللهِ نِيَابَةً عَنِ الشَّعْبِ، فَيُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُمْ. 18وَبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ، قَدْ تَأَلَّمَ وَتَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ، فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يُعِينَ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلتَّجَارِبِ. المسيح
أعظم من موسى 3 إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ اشْتَرَكْتُمْ فِي الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، تَأَمَّلُوا يَسُوعَ: الرَّسُولَ وَرَئِيسَ الْكَهَنَةِ فِي الإِيمَانِ الَّذِي نَتَمَسَّكُ بِهِ. 2فَهُوَ أَمِينٌ لِلهِ فِي الْمُهِمَّةِ الَّتِي عَيَّنَهُ لَهَا، كَمَا كَانَ مُوسَى أَمِيناً فِي الْقِيَامِ بِخِدْمَتِهِ فِي بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ. 3إِلاَّ أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ مَجْداً أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ مُوسَى، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَبْنِي بَيْتاً يَنَالُ إِكْرَاماً وَمَدْحاً أَكْثَرَ مِمَّا يَنَالُ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ! 4طَبْعاً، كُلُّ بَيْتٍ لاَبُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ بَانٍ، وَاللهُ نَفْسُهُ هُوَ بَانِي كُلِّ شَيْءٍ. 5إِنَّ مُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِ اللهِ، وَلَكِنْ بِصِفَتِهِ خَادِماً. وَكَانَ ذَلِكَ شَهَادَةً لِمَا أَعْلَنَهُ اللهُ فِي مَا بَعْدُ. 6أَمَّا الْمَسِيحُ، فَهُوَ أَمِينٌ بِصِفَتِهِ ابْناً يَتَرََّأسُ عَلَى الْبَيْتِ. وَهَذَا الْبَيْتُ هُوَ نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى أَنْ نَتَمَسَّكَ بِالثِّقَةِ وَالافْتِخَارِ بِرَجَائِنَا تَمَسُّكاً ثَابِتاً حَتَّى النِّهَايَةِ. لا
تقسوا
قلوبكم 7لِهَذَا، يُنَبِّهُنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ إِذْ يَقُولُ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، 8فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا حَدَثَ قَدِيماً، حِينَ أَثَارَ آبَاؤُكُمْ غَضَبِي، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الصَّحْرَاءِ. 9هُنَاكَ جَرَّبُونِي وَاخْتَبَرُونِي، وَقَدْ شَاهَدُوا أَعْمَالِي طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10لِذَلِكَ ثَارَ غَضَبِي عَلَى ذَلِكَ الْجِيلِ، وَقُلْتُ: إِنَّ قُلُوبَهُمْ تَدْفَعُهُمْ دَائِماً إِلَى الضَّلاَلِ، وَلَمْ يَعْرِفُوا طُرُقِي قَطُّ! 11وَهكَذَا، فِي غَضَبِي، أَقْسَمْتُ قَائِلاً: إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي!» 12فَعَلَيْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تَأْخُذُوا حِذْرَكُمْ جَيِّداً، حَتَّى لاَ يَكُونَ قَلْبُ أَيِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شِرِّيراً لاَ إِيمَانَ فِيهِ، مِمَّا يُؤَدِّي بِهِ إِلَى الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. 13وَإِنَّمَا، شَجِّعُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كُلَّ يَوْمٍ، مَادُمْنَا نَقُولُ: «الْيَوْمَ...». وَذَلِكَ لِكَيْ لاَ تُقَسِّيَ الْخَطِيئَةُ قَلْبَ أَحَدٍ مِنْكُمْ بِخِدَاعِهَا. 14فَإِنْ تَمَسَّكْنَا دَائِماً بِالثِّقَةِ الَّتِي انْطَلَقْنَا بِهَا فِي الْبِدَايَةِ، وَأَبْقَيْنَاهَا ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، نَكُونُ مُشَارِكِينَ لِلْمَسِيحِ. 15فَمَازَالَ التَّحْذِيرُ مُوَجَّهاً إِلَيْنَا: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا حَدَثَ قَدِيماً عِنْدَمَا أُثِيرَ غَضَبِي...!» 16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ أَثَارُوا غَضَبَ اللهِ عِنْدَمَا سَمِعُوا الدَّعْوَةَ وَرَفَضُوهَا؟ إِنَّهُمْ ذَلِكَ الشَّعْبُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ مِصْرَ بِقِيَادَةِ مُوسَى! 17وَعَلَى مَنْ ثَارَ غَضَبُ اللهِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، فَسَقَطَتْ جُثَثُهُمْ مُتَنَاثِرَةً فِي الصَّحْرَاءِ! 18وَلِمَنْ أَقْسَمَ اللهُ أَنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا أَبَداً مَكَانَ رَاحَتِهِ؟ لِلَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَهُ! 19وَهَكَذَا، نَرَى أَنَّ عَدَمَ الإِيمَانِ مَنَعَهُمْ مِنَ الدُّخُولِ إِلَى مَكَانِ الرَّاحَةِ. الوعد
بالراحة
الإِلهية 4 وَمَادَامَ الْوَعْدُ بِالدُّخُولِ إِلَى الرَّاحَةِ الإِلَهِيَّةِ قَائِماً حَتَّى الآنَ، فَلْنَخَفْ: فَرُبَّمَا تَبَيَّنَ أَنَّ بَعْضاً مِنْكُمْ قَدْ فَشَلُوا فِي الدُّخُولِ. 2ذَلِكَ أَنَّ الْبِشَارَةَ بِالْوَعْدِ قَدْ وَصَلَتْ إِلَيْنَا، نَحْنُ أَيْضاً، كَمَا كَانَتْ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى ذَلِكَ الشَّعْبِ. وَلَكِنَّ الْبِشَارَةَ لَمْ تَنْفَعْ سَامِعِيهَا شَيْئاً، لأَنَّهُمْ قَابَلُوهَا بِالرَّفْضِ فَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهَا. 3أَمَّا نَحْنُ، الَّذِينَ آمَنَّا بِالْبِشَارَةِ، فَسَوْفَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ الإِلَهِيَّةَ. إِذْ قَالَ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا: «وَهَكَذَا، فِي غَضَبِي، أَقْسَمْتُ قَائِلاً: إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي...!» هَذِهِ الرَّاحَةُ، كَانَتْ جَاهِزَةً مُنْذُ أَنْ أَتَمَّ اللهُ تَأْسِيسَ الْعَالَمِ. 4فَقَدْ قَالَ الْوَحْيُ فِي مَوْضِعٍ مِنَ الْكِتَابِ مُشِيراً إِلَى الْيَوْمِ السَّابِعِ: «ثُمَّ اسْتَرَاحَ اللهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ». 5ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: «لَنْ يَدْخُلُوا مَكَانَ رَاحَتِي!» 6وَهَكَذَا، يَتَبَيَّنُ أَنَّ الرَّاحَةَ الإِلَهِيَّةَ هِيَ فِي انْتِظَارِ مَنْ سَيَدْخُلُونَ إِلَيْهَا. وَبِمَا أَنَّ الَّذِينَ تَلَقَّوْا الْبِشَارَةَ بِهَا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا إِلَيْهَا بِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمْ، 7أَعْلَنَ اللهُ عَنْ فُرْصَةٍ جَدِيدَةٍ، إِذْ قَالَ: «الْيَوْمَ...» بِلِسَانِ دَاوُدَ، بَعْدَمَا مَضَى زَمَانٌ طَوِيلٌ عَلَى مَا كَانَ قَدْ قَالَهُ قَدِيماً: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ...» 8فَلَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَدْخَلَ الشَّعْبَ إِلَى الرَّاحَةِ، لَمَا تَكَلَّمَ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ مَوْعِدٍ جَدِيدٍ لِلدُّخُولِ بِقَوْلِهِ: «الْيَومَ...» 9إِذَنْ، مَازَالَتِ الرَّاحَةُ الْحَقِيقِيَّةُ الْكَامِلَةُ مَحْفُوظَةً لِشَعْبِ اللهِ. 10فَالَّذِي يَدْخُلُ تِلْكَ الرَّاحَةَ، يَسْتَرِيحُ هُوَ أَيْضاً مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اسْتَرَاحَ اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11لِذَلِكَ، لِنَجْتَهِدْ جَمِيعاً لِلدُّخُولِ إِلَى تِلْكَ الرَّاحَةِ، لِكَيْ لاَ يَسْقُطَ أَحَدٌ مِنَّا كَمَا سَقَطَ أُولَئِكَ الَّذِينَ عَصَوْا أَمْرَ اللهِ. 12ذَلِكَ لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ، وَفَعَّالَهٌ، وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ لَهُ حَدَّانِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مُفْتَرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَنُخَاعِ الْعِظَامِ، وَقَادِرَةٌ أَنْ تُمَيِّزَ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. 13وَلَيْسَ هُنَالِكَ مَخْلُوقٌ وَاحِدٌ مَحْجُوبٌ عَنْ نَظَرِ اللهِ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ أَمَامَ عَيْنَيْهِ، هُوَ الَّذِي سَنُؤَدِّي لَهُ حِسَاباً. يسوع
الكاهن
الأعلى 14فَمَادَامَ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَتِنَا الْعَظِيمُ الَّذِي ارْتَفَعَ مُجْتَازاً السَّمَاوَاتِ، وَهُوَ يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ دَائِماً بِالاعْتِرَافِ بِهِ. 15ذَلِكَ لأَنَّ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ الَّذِي لَنَا، لَيْسَ عَاجِزاً عَنْ تَفَهُّمِ ضَعَفَاتِنَا، بَلْ إِنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ نَحْنُ لَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ بِلاَ خَطِيَّةٍ. 16فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ، لِنَنَالَ الرَّحْمَةَ وَنَجِدَ نِعْمَةً تُعِينُنَا عِنْدَ الْحَاجَةِ. كاهن
على رتبة
ملكيصادق 5 فَإِنَّ الْكَاهِنَ الأَعْلَى كَانَ يُؤْخَذُ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَيُعَيَّنُ لِلْقِيَامِ بِمُهِمَّتِهِ نِيَا بَةً عَنْهُمْ فِي مَا يَخُصُّ عَلاَقَتَهُمْ بِاللهِ. وَذَلِكَ لِكَيْ يَرْفَعَ إِلَى اللهِ التَّقْدِمَاتِ وَالذَّبَائِحَ، تَكْفِيراً عَنِ الْخَطَايَا. 2وَلِكَوْنِهِ، هُوَ أَيْضاً، مُعَرَّضاً لِلضَّعْفِ الْبَشَرِيِّ دَائِماً، كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَعْطِفَ عَلَى الْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ. 3وَبِسَبَبِ ضَعْفِهِ، كَانَ مِنْ وَاجِبِهِ أَيْضاً أَنْ يُكَفِّرَ عَنْ خَطَايَاهُ الْخَاصَّةِ كَمَا يُكَفِّرُ عَنْ خَطَايَا الآخَرِينَ. 4وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ الشَّرِيفَةَ مَتَى أَرَادَ، بَلْ كَانَ يَتَّخِذُهَا مَنْ دَعَاهُ اللهُ إِلَيْهَا، كَمَا دَعَا هرُونَ. 5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ لَمْ يُرَفِّعْ نَفْسَهُ حَتَّى يَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلْ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ!» 6وَخَاطَبَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ بِقَوْلِهِ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ!» 7وَالْمَسِيحُ، فِي أَثْنَاءِ حَيَاتِهِ الْبَشَرِيَّةِ عَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ أَدْعِيَةً وَتَضَرُّعَاتٍ مُقْتَرِنَةً بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، إِلَى الْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ. وَقَدْ لَبَّى اللهُ طَلَبَهُ إِكْرَاماً لِتَقْوَاهُ. 8فَمَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِنَ الآلاَمِ الَّتِي قَاسَاهَا. 9وَبِذلِكَ، أَصْبَحَ مُؤَهَّلاً لِمُهِمَّتِهِ، فَصَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ مَصْدَراً لِلْخَلاَصِ الأَبَدِيِّ. 10وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ ذَلِكَ، فَأَعْلَنَهُ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِيصَادَقَ. 11بِخُصُوصِ
رَئِيسَ
الْكَهَنَةِ
هَذَا،
عِنْدِي
كَلاَمٌ
كَثِيرٌ،
وَلكِنَّهُ
صَعْبُ
التَّفْسِيرِ!
إِذْ
يَبْدُو
أَنَّكُمْ
تُعَانُونَ
بَلاَدَةً
فِي
الْفَهْمِ. 12كَانَ
يَجِبُ أَنْ
تَكُونُوا
الآنَ
قَادِرِينَ
عَلَى
تَعْلِيمِ
الآخَرِينَ،
بَعْدَمَا
مَضَى
زَمَانٌ
طَوِيلٌ
عَلَى
اهْتِدَائِكُمْ.
وَلَكِنَّكُمْ
مَازِلْتُمْ
بِحَاجَةٍ
إِلَى مَنْ
يُعَلِّمُكُمْ
حَتَّى
الْمَبَادِيءَ
الأَسَاسِيَّةَ
لإِعْلانَاتِ
اللهِ. هَا
قَدْ
عُدْتُمْ
مِنْ
جَدِيدٍ
تَحْتَاجُونَ
إِلَى
اللَّبَنِ!
فَأَنْتُمْ
غَيْرُ
قَادِرِينَ
عَلَى
هَضْمِ
الطَّعَامِ
الْقَوِيِّ. 13وَكُلُّ
مَنْ
يَتَنَاوَلُ
اللَّبَنَ،
يَكُونُ
عَدِيمَ
الْخِبْرَةِ
فِي
التَّعْلِيمِ
الْقَوِيمِ،
لأَنَّهُ
مَازَالَ
طِفْلاً
غَيْرَ
نَاضِجٍ. 14أَمَّا
النَّاضِجُونَ
رُوحِيّاً،
فَهُمْ
قَادِرُونَ
عَلَى
تَنَاوُلِ
الطَّعَامِ
الْقَوِيِّ:
لأَنَّ
حَوَاسَّهُمْ
قَدْ
تَدَرَّبَتْ،
بِالْمُمَارَسَةِ
الصَّحِيحَةِ،
عَلَى
التَّمْيِيزِ
بَيْنَ
الْخَيْرِ
وَالشَّرِّ. التحذير
من الارتداد 6 لِذَلِكَ، فَلْنَتْرُكْ تِلْكَ الْمَبَادِيءَ الأَوَّلِيَّةَ عَنِ الْمَسِيحِ، وَنَتَقَدَّمْ إِلَى النُّضُوجِ الْكَامِلِ. وَلاَ نَضَعْ مِنْ جَدِيدٍ تِلْكَ الأُسُسَ الَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا سَابِقاً، وَهِيَ: التَّوْبَةُ مِنَ الأَعْمَالِ الْمُمِيتَةِ، وَالإِيمَانُ بِاللهِ، 2وَالنُّظُمُ الْمُخْتَصَّةُ بِطُقُوسِ الاغْتِ |